islam Admin
المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 29
| موضوع: جريمة في الإيحاء الأحد فبراير 28, 2010 8:28 am | |
| لقد كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة صباحآ من بعد منتصف الليل عندما عاد مصطفى من عمله المسائي وراح يتسلل في عتمة الليل خشية أن ينتبه له أحد أبناءه ويزعجه فهو قد كان منهكآ من ضغط العمل ويتحين الفرصة التي تجعله يغط في نوم عميق ، إستطاع بالفعل أن لايوقظ أحدآ ووصل إلى غرفته وفتح بابها ، كانت الظلمة قد انتشرت في كل أرجاء الغرفة فراح يمعن النظر ولكنه لم يشاهد شيئآ ولكن شيئآ ما بداخله كان ينذره بأن شيئآ ما قد حدث هنا ، فقرر أن ينير الغرفة ففعل ذلك وعلى الفورإنطلقت منه صيحة فزع لهول المنظر الذي شاهده ، فقد كانت زوجته راقدة على السرير وقد فصل رأسها عن باقي جسدها .
لقد إحتاج بعض الوقت لكي يستجمع قواه ، ثم راح يقلب بأنظاره في أرجاء الغرفة وفي هذه اللحظة دخلت أبنته الكبرى مريم وهي تحمل سكينآ كبيرة ملطخة في الدماء ، وقالت : لقد نالت ما تستحق .
_ مصطفى : أنت من فعلت ذالك ؟
_ هزت برأسها بعلامة الإيجاب ثم أتبعت بأنها قد قامت بأبلاغ الشرطة بما حدث .
_ لماذا فعلت ذالك يا مريم ؟
_ هي من طلبت مني أن أقتلها .
_ هل يعقل ذالك ؟
_هذا ما حدث .
_ ولمذا نفذت طلبها ؟
_ لأنني أكرهها .
في هذه اللحظة وصلت الشرطة إلى المنزل وراح الباب يطرق بقوة ، وعلى الفور أخذ مصطفى السكين من يدي إبنته مريم وقال لها لاتتفوهي بكلمة واحدة عما حدث سوف أحاول أن أحميك فأنت بالأمس قد أتممتي الثامنة عشر من عمرك وبالتالي أصبحتي مسؤولة عن تصرفاتك أمام القانون فإذا سئلت لمذا أخبرتهم بأنك أنت من قتلها قولي أنك كنت تر يدين أن تبعدي التهمة عني إتفقنا ؟
_ هزت برأسها بعلامة الإيجاب .
_ إذهبي الأن و إفتحي لهم الباب .
_حسنآ ،ثم توجهت نحو الباب وفتحته فإنطلق منه رجال الشرطة .
_ أحد العساكر : أين هي الجثة ؟
_ مريم إنها بالداخل ،فأشارت لهم بإصبعها إلى مكان وجود الجثة .
إقتحم رجال الشرطة الغرفة فوجدوا مصطفى جالس بجانب الضحية التي فصل رأسها عن جسدها بوحشية .
_ مصطفى : لقد نالت ما تستحق .
وفي ذالك الوقت دخل رأفت و قصي أبناء مصطفى الغرفة وصاحا فزعآ لذالك المنظر المؤلم ، لقد إحتاج رجال الشرطة إلى جهدٍ كبير لإخراجهما إلى خارج الغرفة ، لم يكن من الصعب على أحد بأن يرى شيئآ ما من الفرحة في عيون الأطفال برغم صغر سنهم وكأنهم غير حزينين لوفاة زوجة أبيهم وفاء .
تم إعتقال مصطفى للتحقيق معه بتهمة القتل ولكنه رفض التحدث إلا بوجود المحامي عصمت ياسين ، وقد قامت الشرطة بإبعاد أبناءه إلى منزل والدتهم بثينة التي ذهلت عندما شاهدتهم يطرقون بابها برفقة رجال الشرطة في الساعة الثالثة من صبيحة تلك الليلة .
- الأم بثينة : هل هناك مشكلة ؟
- أحد رجال الشرطة : لقد تم إلقاء القبض على مصطفى بتهمة قتل زوجته ، وفي مثل هذه الأمور فمن الحكمة إبعاد الأطفال عن مكان الجريمة لان مشاهدة الاطفال لمثل هذه الجرائم يؤذي نفسيتهم .
- هل أنتم متأكدين من ذالك ؟
- نعم فقد أمسكنا به متلبسآ .
- إنه أمر مؤسف .
وفي ذالك الوقت كان مصطفى يقضي بقسم الشرطة أسوء أيام حياته على الإطلاق ، لقد كان يخشى أن يقضي بقية حياته في السجن ، وكان أمامه إختيارين أهونهما صعب فإما أن يعترف بإرتكاب الجريمة و بالتالي يقضي بقية أيام حيات في السجن أو يعترف أن إبنته هي من قتلت وفاء زوجت أبيها ،لمذا فعلت ذالك يامريم ؟. لمذا وضعت نفسك ووضعتني أنا أيضاً في ذالك المأزق لايوجد سبب مقنع لكي ترتكبين جريمة قتل مهما كان نوع الإهانة التي تعرضتي لها من قبلها ، لقد تحدث لي كثيراً رأفت و قصي عن أن معاملة وفاء تختلف فور خروجي من المنزل ولكني لم أصدقهم ، ولكن حتى لو كان ذالك الأمر صحيح فلا يجب أن تكون النهاية هي جريمة قتل .
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
- مريم :أمي أريد أن أقول لكي شيئاً .
-ماذا ؟
- أنا من قتلت وفاء زوجة أبي .
- ماذا ؟ لاتتحدثي بذالك مرة أخرى ، أنت لم تفعلي شيئاً مصطفى هو من قتلها وقد أمسكته الشرطة متلبساً .
- أنا من أبلغت الشرطة ، ولكن أبي أراد أن يحميني فإدعى أمام الشرطة بأنه هو القاتل حتى يحميني.
- كفي عن ذالك يا إبنتي ، يجب أن تكوني أقوى من ذالك .
- لافائدة من كل ذالك فأنت لن تصدقينني مهما فعلت .
- هل أنت جادة يا مريم ؟
- نعم يا أمي هذا ما حدث .
ثم قالت الأم بإستهزاء لمذا قتلتها ؟
هي من طلبت مني أن أفعل ذالك
- حقاً ، ولماذا ؟
- لأنني قد تشاجرت معها .
- ولمذا تشاجرتي معها؟
- بالأمس كان عيد ميلادي وقد إحتفلنا به مع رأفت وقصي ومع ابي أيضاً وقد كانت وفاء زوجت أبي في منتهى اللطف وهي من أعدت الحلوى وقد كنت سعيدةً جداً ، ولكن وفي المساء وبعد أن خرج ابي إلى عمله تغيرت معاملتها لي كما هي العادة ، فراحت تصرخ وتطلب مني أن أقوم بتنظيف البيت ، وتقول بأنها ليست خادمة لي ولأخوتي ، وعندما سمعتها تقول ذالك لم أتمالك أعصابي فإقتحمت غرفتها وبدأت أسمعها كلاماً قاسياً ولكنها قاطعتني قائلة إن لم يعجبك ما أقول فالتقتليني بتلك السكين الموجودة على الطاولة ثم ،كررت نفس الكلام مرة أخرى فأغاضتني ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أنتزع رأسها عن جسدها .
- هل أنت متأكدة مما تقولين ؟
- نعم ، وعندما قتلتها لم تقاومني على الإطلاق وكأنها سئمت من الحياة وتريد أن ترتاح .
- ولمذا قمت بإبلاغ الشرطة عن الجريمة ؟
- لأنه عاجلاً أم أجلاً سوف تكتشف الشرطة الأمر .
لقد بدأت بثينة تشعر بأن إبنتها تقول الحقيقة .
أرجو أن نتنال إعجابكم إنتظرو الجزء الثاني | |
|